mercredi 17 janvier 2018

الجامع الكبير في صفاقس مهدد بمخاطر قد لا يتفطن له احد: تأملات حول تعاملنا مع الوضع

الجامع الكبير في صفاقس مهدد بمخاطر قد لا يتفطن له احد: تأملات حول تعاملنا مع الوضع

(مع الاسف ارفاق الصور غير ممكن سننجزه لاحقا)
الجامع الكبير مع الأسف ممزق مثل المدينة ككل وأفضل مكوناتها و ابنائها في الحاضر و الماضي بين كبار المآثر و عظائم المشاكل؛ فلئن كان اسلافنا واجدادنا حتى وقت قريب لا يعرفون بالضرورة عن وعي القيمة العملية للخيارات الجمالية و الهندسية و المادية التي اتخذوها ولم يملكوا الثروة اللازمة لتكثيرها و بالتالي فاتهم تعميمها (و تطويرها في نفس اتجاه خصوصيتها الثقافية) ، فإننا نحن المعاصرون الآن منذ الستينات (مع الاسف ليس قبلها تماما و لم يوجد ناقد هيكلي لهذا)  وفي هذاالقرن الواحد و العشرين (الذي اصطنعنا له كل معارف ووعود العبقرية و القوة) لئن امتلكنا المعرفة و القوة و الرفاهية التي تمكننا من تحقيق ذلك فإننا تخلينا عن هذه الفرصة و تخلينا بالتالي عن قيمنا الجمالية و الهندسية و الصناعية في مجال المعمار لأسباب واهية تدور غالبا حول ارتباطها بعهود الفقر و بالاحساس بالعوز !! (نفس الذهنية جعلتنا نتخلى في كل مكان تقريبا عن خيارات اخرى منها التغليف الورقي لفائدة البلاستيك مما انتج ليس فقط المزابل المنزلية في الطرقات بل ايضا التشوهات العلمية في اذهان هندسيينا نسجا على المثال السيئ السائد و المربح!!)
طبعا المشكل يزداد تعقيدا مثلما تزداد الزهور تفتحا مع الوقت. أجدادنا اختاروا الحجارة للبناء وهي امتن مواد البناء و بالتالي قد يكونون لم يفكروا في تخطيط منهجي للصيانة. و لكن مرور الزمان لا يعفينا نحن منه طلبا للسلامة و المحافظة على المعالم. وان وعينا ذلك هل أمكننا فعله؟ هل حددنا اولويات الانفاق و تركنا إحداث الانشاءات الساذجة (نوافير، موجة تماثيل، امواج تكوين حول ..الاسقصاء !!!...) لفائدة صيانة الانشاءات القائمة ؟ تحدثنا عن الجامع لكثرة رواده و خطورة حالته، و لكن مقر البلدية نفسه تتداعى اللوحات التشكيلية التاريخية في اسقفه و تتساقط قطع القرمود الاخضر في سقفه و يأكل الماء المتسرب من القنوات الجدران في ردهاته الداخلية في حين تنفق البلدية على اعمال تتراوح بين شراء و تركيب لوحات للانهج و مد قنوات تطهير للمركبات السكنية الخاصة. ولكن حتى ان بقينا في مستوى الجوامع: سقف الجامع الكبير تتوقف فيه الاشغال و في نفس الوقت هناك مساع لاقتناء الاف الامتار من .. البلاط! لتبديل بلاط ارضية جامع اللخمي بلا موجب.


هذه تأملات اولية عن معلم اثري من أوائل المنشآت المعمارية ذات القيمة الدينية و التاريخية والفنية في البلاد، نرجو ان نتمكن مستقبلا من التطرق لكل المشاكل التي يتعرض لها و تفصيلها و تعداد الحلول الممكنة.
هذه اذن صور أولية عن براعة و ديمومة معمار العصر القديم و الحالة الراهنة للمبنى و هي تدلنا اننا لسنا شعبا جاهلا بل شعب كثير فقدان الذاكرة. كما اننا نسينا ان علينا تأسيس اجهزة في ادارتنا للمتابعة تتداول على التثبت و حسن اختيار المواد و المسيرين دون الاضرار بسير العمل و جودة اداء المالية و الملاكات. [التفسير يلي الصورة]



نلاحظ تشققات في السقف في عدة مواضع. بعضها عولج من الداخل ببعض الجير وذلك لا ينفع و رديء جماليا. هل ان التشقق ناتج عن تقادم الجامع فقط ؟





لاحظنا ايضا تكسُّرا في قمة عدة اعمدة. هنا يتضح المشكل: هناك عبء ثقل اضافي عليها تسبب في الكسر. و الكسر يبدو غير متآكل ايضا مما يزيح عامل تقادم العمود. كما ان عدم تكسر اعمدة مجاورة يجعلنا نتأمل.







نلاحظ ايضا في عدة مواضع ... ان تاج العمود (الجزء المزخرف و المنقوش في الاعلى) لا يرتكز على قمة العمود مباشرة بل بينهما قاعدة مكونة من ألواح خشبية ، و الملاحظ انها من المستبعد ان تكون مشدودة الى بعضها البعض و الاهم انه تبدو على الخشب بوضوح علامات التسوس. و بالتحديد اغلب الاعمدة السليمة هي من ذات الالواح. و هذا يفسر الامر: الخشب تسوس فاصبح السقف هنا غير مرتكز على هذا العمود فزاد الضغط على العمود المجاور فتكسر. (كدليل على شدة احتمال دور القواعد الخشبية في التداعي و كسر الاعمدة، نلاحظ ان الجانب الجنوبي-الغربي من بيت الصلاة لا توجد فيه هذه المشاكل اي رؤوس الاعمد المكسرة (ابدا) و التشققات (قليلة جدا بالمقارنة) و هنا نلاحظ بالتحدبد انعدام تلك القواعد في الاعمدة. 
و ما يجري مع الاسف هو مساعي الترميم لا تدل على الوعي بهذا .





مع أن هذا  ظاهر للعيان. هنا مثلا على يمين المحراب صف من الاعمدة الثلاثية كلها ذات قواعد خشبية تحت التاج، و هنا نجد بالفعل عدة شقوق و كسور في الاعمدة و السقف. 





ايضا ثقل السقف نتج عنه تكسر بعض الاعمدة الى قسمين.







ايضا جامع النوري... بعض صفوف الاحجار المكونة للواجهة ،و بالتحديد جوانب الباب تحت الاسكفة، تتداعى للسقوط للامام. هنا الوضع مشابه فيما يتعلق بعدم فهم اسباب التداعي الفعلية،  و هي خارجية، و ارجاعها الى اسباب اخرى تتعلق بالبناء نفسه تتطلب اشغالا اكبر تؤخر الانجاز، و تبقي عوامل التداعي قيد الفعل.






انظر هنا. هناك في النهج قدام الباب غور أو انخفاض او انخساف في الارضية او التربة. السبب ناتج عن الزمن و طبيعة التربة الكلسية التي تذوب بفعل الامطار. كما ان وجود بئر او حفرة مياه مستعملة تحت تلك الواجهة المتداعية يعقد المشكل.  ان سلامة بقيةالواجهة نسبيا تؤكد ملاحظتتا.



ملاحظة. يوم الخميس 18 جانفي مررت بالجامع بعد الزوال لالتقاط بعض صور عن عناصر من الماضي تدل على الذكاء الهندسي للناس في زمن مضى ، (رغم عثرة استعمال الخشب عند نصب الاعمدة). وجدت قطرات دم في البهو العاري تحديدا قرب الباب الشمالي و كأن احد الراد جرح و خرج من هناك.  فيما يلي صورة لذلك تليها صوؤة ساعة شمسية و صورة عين الماء الحلوة بجانبها احةاض ماء او براميل محفورة في الصخر الرخامي القديم. (حاليا منتوج بلادنا منه يذهب لإدامة منازل الغير. أما مصدر الدم فقد ينبئنا بجزء من مصدر عثرات معالمنا و من يسعى للاصلاح فيها.)



نختم بصورة العين.







اراؤكم تنير طريقنا و تطرق ابواب النور لمدينتنا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire