البيئةٔ: على أي مسافة من مكانك تبدأ حدودها؟
حول التأثيرات المتبادلة بين العناصر الطبيعية و التصرف في الفضلات الخ
نشر سبتمبر 2016
كتب 24 اوت 2016
اعادة النشر هنا 21.02.2017
منطقتنا قد تدخل رغم بعض التساقطات أحيانا مرحلة من نقص الأمطار. لهذا الى جانب الاهتمام العام بالطبيعة يجب ان يكون لنا اهتمام من حهة هذا الوضع الحرج. علما أنه ( الى جانب الاحترار او التغيرات المناخية ) يلعب انحسار الطبيعة الخضراء دورا في نقص الأمطار. و منذ القديم وحتى حاليا عرف الإنسان و شاهد ان التساقطات تنعدم في المناطق التي تتعرض لاقتلاع الغابات، ولو في مناطق مطرية ازلية مثل البرازيل...
ثانيا: المواطن يحتاج ان يفهم ان الحديقة هي بيئة او نظام ببئي متكامل écosystème ( و كذلك الشارع و جوار المناطق السكنية....) و يمكن أن تؤثر على الطقس و حياة الانسان. كما انها تحوي عوامل تجددها. وهنا نلاحظ تصرفا غير منطقي من اصحاب الحدائق حيث يجمعون الأوراق و الأغصان و الثمار المتساقطة من نباتات حدائقهم و يرمونها في الزبالة. من جهة تخسر الحديقة ما تمثله تلك الفضلات النباتية من سماد عضوي ممتاز، و من جهة تصبح تلك الفضلات الحديقية عنصر وسخ في الطريق و عبئا على البلدية.(من الملاحظ هنا أن الكثيرين لا يفهمون أن بقايا النباتات هي أيضا مادة عضوية و تصلح سمادا، و يعتقدون أن السماد فقط عضوي، خلطا منهم بين العضوي و الحيواني)
انظر مثلا محتويات أكياس القمامة في هذه الصورة
إنها كمية كبيرة من أوراق شجر السرو الجافة. إن صاحب الحديقة غالبا لا يشرف على العامل، أو هو لا يعرف فائدة تلك الفضلات. لهذا يجمعها العامل و يرميها في الشارع، خاصة إذا انتدب عن طريق مقاول، و يخصص لذلك وقتا لضمان أجر أعلى، أو هو أيضا غير عارف بالأمر.
و من الخطأ اعتبار التخلص من المواد النباتية أضمن في حال وجود آفات أو حشرات بها. كما أن طمرها تحت الأشجار في الحديقة سواء بالحفر أو بالعزق يخلصها من كل الحشرات. أما رميها في الشارع فلا يحل المشكل لقربها من حديقتك إو حديقة الجار. ( إن تأكدت من إصابة حديقتك پطفيليات فالحل يكون بمداواتها قبل التشذيب. و قم بحرق الأغصان المشذبة و الفضلات بطريقة أمنة بعد ذلك، في برميل مثلا و بكميات صغيرة ).
نلاحظ انه منذ القديم كان استعمال النباتات و فضلاتها كسماد معروفا و يسمى بالفرنسية السماد الاخضر fumier vert و مردود انتاجه جيد و أحسن ، من حيث مذاق الثمار و الفبمة الغذائية، من محصول الاسمدة الصناعية. (و كان الفلاحون و لازالوا في اماكن قليلة يزرعون الأعشاب ثم يحرثون الأرض ليحصلوا على ارض تربتها خصبة و متجددة). لسنا ندعو للاعتماد على هذا الأسلوب ضرورة و لكن نقدم معطى بديلا لأسلوب خاطئ شائع حاليا.
إننا في سياق هذا الفهم للبيئة و لدورنا فيها يمكننا إجابة سؤال العنوان: إننا جزء من الطبيعة. بل إننا نتحول أحيانا إلى عنصر ضار في بيئة بعض الكائنات الطببعية (الأشجار ، المروج، التربة، البحار والجزر، عيون المياه...) التي ساهمت في بناء الحضارة الإنسانية في المائة و عشرين ألف سنة من عمر البشريةٌ.
و نستطيع تحديدا تشخيص أبعاد العديد من مشاكل مجتمعنا و إيجاد الحلول.
مثلا: تراكم المزابل في الشوارع، و إضرابات عمال النظافة. المشكل هو: حتى ان عملوا ما مصير أطنان الفضلات ؟ هل ضروري صنع و تكديس و تنويع كل هذه الأغلفة للمعلبات المتسخة و بأحجام أصغر كل يوم؟ أ مِن الضروري تجديد و تطوير المعلبات في اتجاه تعويض الورق بالبلاستيك ؟ ألا يمكن استعمال بقايا النباتات التي تنتجها مصانعنا الغذائية و حدائقنا .. إلخ في صنع مغلفات قابلة للتحلل العضوي أي أسلم بيئيا؟
و لا نغفل أيضا عن الأفق الرحب للحلول الوقائية. مثلا: من يلوث ينظف. من يصنع معلبات يقوم برسكلتها بعد جمعها. من يربح من صنع بضاعة ذات فضلات يستطيع البحث في أساليب الرسكلة....
فإن تعذر ذلك، أو في مرحلة أولى على المدى المتوسط، يمكن الرفع من مداخيل البلديات و وكالات البيئة الحكومية، لتقيم صناعة كاملة للتصرف في الفضلات و اعادة تصنيعها.
حول التأثيرات المتبادلة بين العناصر الطبيعية و التصرف في الفضلات الخ
نشر سبتمبر 2016
كتب 24 اوت 2016
اعادة النشر هنا 21.02.2017
منطقتنا قد تدخل رغم بعض التساقطات أحيانا مرحلة من نقص الأمطار. لهذا الى جانب الاهتمام العام بالطبيعة يجب ان يكون لنا اهتمام من حهة هذا الوضع الحرج. علما أنه ( الى جانب الاحترار او التغيرات المناخية ) يلعب انحسار الطبيعة الخضراء دورا في نقص الأمطار. و منذ القديم وحتى حاليا عرف الإنسان و شاهد ان التساقطات تنعدم في المناطق التي تتعرض لاقتلاع الغابات، ولو في مناطق مطرية ازلية مثل البرازيل...
ثانيا: المواطن يحتاج ان يفهم ان الحديقة هي بيئة او نظام ببئي متكامل écosystème ( و كذلك الشارع و جوار المناطق السكنية....) و يمكن أن تؤثر على الطقس و حياة الانسان. كما انها تحوي عوامل تجددها. وهنا نلاحظ تصرفا غير منطقي من اصحاب الحدائق حيث يجمعون الأوراق و الأغصان و الثمار المتساقطة من نباتات حدائقهم و يرمونها في الزبالة. من جهة تخسر الحديقة ما تمثله تلك الفضلات النباتية من سماد عضوي ممتاز، و من جهة تصبح تلك الفضلات الحديقية عنصر وسخ في الطريق و عبئا على البلدية.(من الملاحظ هنا أن الكثيرين لا يفهمون أن بقايا النباتات هي أيضا مادة عضوية و تصلح سمادا، و يعتقدون أن السماد فقط عضوي، خلطا منهم بين العضوي و الحيواني)
انظر مثلا محتويات أكياس القمامة في هذه الصورة
إنها كمية كبيرة من أوراق شجر السرو الجافة. إن صاحب الحديقة غالبا لا يشرف على العامل، أو هو لا يعرف فائدة تلك الفضلات. لهذا يجمعها العامل و يرميها في الشارع، خاصة إذا انتدب عن طريق مقاول، و يخصص لذلك وقتا لضمان أجر أعلى، أو هو أيضا غير عارف بالأمر.
و من الخطأ اعتبار التخلص من المواد النباتية أضمن في حال وجود آفات أو حشرات بها. كما أن طمرها تحت الأشجار في الحديقة سواء بالحفر أو بالعزق يخلصها من كل الحشرات. أما رميها في الشارع فلا يحل المشكل لقربها من حديقتك إو حديقة الجار. ( إن تأكدت من إصابة حديقتك پطفيليات فالحل يكون بمداواتها قبل التشذيب. و قم بحرق الأغصان المشذبة و الفضلات بطريقة أمنة بعد ذلك، في برميل مثلا و بكميات صغيرة ).
نلاحظ انه منذ القديم كان استعمال النباتات و فضلاتها كسماد معروفا و يسمى بالفرنسية السماد الاخضر fumier vert و مردود انتاجه جيد و أحسن ، من حيث مذاق الثمار و الفبمة الغذائية، من محصول الاسمدة الصناعية. (و كان الفلاحون و لازالوا في اماكن قليلة يزرعون الأعشاب ثم يحرثون الأرض ليحصلوا على ارض تربتها خصبة و متجددة). لسنا ندعو للاعتماد على هذا الأسلوب ضرورة و لكن نقدم معطى بديلا لأسلوب خاطئ شائع حاليا.
إننا في سياق هذا الفهم للبيئة و لدورنا فيها يمكننا إجابة سؤال العنوان: إننا جزء من الطبيعة. بل إننا نتحول أحيانا إلى عنصر ضار في بيئة بعض الكائنات الطببعية (الأشجار ، المروج، التربة، البحار والجزر، عيون المياه...) التي ساهمت في بناء الحضارة الإنسانية في المائة و عشرين ألف سنة من عمر البشريةٌ.
و نستطيع تحديدا تشخيص أبعاد العديد من مشاكل مجتمعنا و إيجاد الحلول.
مثلا: تراكم المزابل في الشوارع، و إضرابات عمال النظافة. المشكل هو: حتى ان عملوا ما مصير أطنان الفضلات ؟ هل ضروري صنع و تكديس و تنويع كل هذه الأغلفة للمعلبات المتسخة و بأحجام أصغر كل يوم؟ أ مِن الضروري تجديد و تطوير المعلبات في اتجاه تعويض الورق بالبلاستيك ؟ ألا يمكن استعمال بقايا النباتات التي تنتجها مصانعنا الغذائية و حدائقنا .. إلخ في صنع مغلفات قابلة للتحلل العضوي أي أسلم بيئيا؟
و لا نغفل أيضا عن الأفق الرحب للحلول الوقائية. مثلا: من يلوث ينظف. من يصنع معلبات يقوم برسكلتها بعد جمعها. من يربح من صنع بضاعة ذات فضلات يستطيع البحث في أساليب الرسكلة....
فإن تعذر ذلك، أو في مرحلة أولى على المدى المتوسط، يمكن الرفع من مداخيل البلديات و وكالات البيئة الحكومية، لتقيم صناعة كاملة للتصرف في الفضلات و اعادة تصنيعها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire